لمينا حياتنا في شوية صناديق

حياة الترحال وسُنة الهجرة

Available in English

الحياة رحلة مليانة بالتغيير المستمر, وبالنسبة لي التغيير دا كان في كل مرة اني بستف حاجاتي في صناديق وببدأ من جديد. في نهاية 2017, وبعد ماقضيت خمس سنوات من الإغتراب, عملت قرار مهم بأني أرجع لوطني وأسس حياتي في السودان. مسيرتي المهنية في الإنتاج الإعلامي – من عمل فيديوهات, إعلانات, وأفلام وثائقية – نمت لفترة, بس فاصل جديد من الحياة كان على الأبواب.

صورة مع الأصحاب في مطار الخرطوم, 2021

في 2012, قررنا أنا وزوجتي آلاء عمل تغيير كبير في حياتنا بإنتقالنا للعمل والعيش في الولايات المتحدة الأمريكية. شايلين معانا شوية شنط, خلينا ورانا أهلنا وحياتنا المألوفة ورحلنا لمدينة نيويورك, مدينة معروفة بسوق العقارات المرهق.

في محاولتنا لفهم السوق دا كقادمين جدد, كان تحدي كبير بالنسبة لينا. وكغير تجاربنا في الإيجار في دول أخرى, الفيها الموضوع ساهل وواضح. نيويورك بتتطلب ميزانية كبيرة وإثباتات مالية كثيرة. عشان تأجر محتاج ضامن, رصيد في البنك, رقم وطني أمريكي, وإثبات مرتب, وكمية ورق وجرجرة بس عشان تتأهل انك تأجر شقة.

العملية بتتطلب منك التواصل مع كثير من سماسرة العقارات, تمشي تشوف عدة شقق, وعدة مناورات وحوارات معقدة مع ملاك العقارات وشركات إدارة الشقق. المتطلبات للإيجار كانت كثيرة جدا: تدفع آخر شهر وخلو طرف, تدفع ضمان إصلاحات, والشهر الأول مقدم كمان, وكمية أوراق رسمية وتواقيع اكثر من متطلبات إستخراج الجواز ذاته.

التأقلم في بلد جديدة, مدينة جديدة, ثقافة وتعامل مختلف, كل دا مع محاولتنا اننا نلقى شقة تلمنا. بس رغم التحديات, لقينا مكان مناسب في حي تمام, قريب من الشغل, وجوا الميزانية كمان. أول أسابيع كانت صعبة, قضيناها نايمين على الواطاه (على الحصير زي مابيقولوا), بناحول نفوق بين جدول الشغل والحوامة في أيكيا ومحلات العفش عشان نأثث بيتنا الجديد.

ثلاثى سنوات عدت زي اليومين, وحان وقت الرحيل من جديد. ودا معناه جولة ثانية من التفتيش عن مدينة جديدة, في ولاية جديدة, ومناورات في بيئة وسوق جديد. الموضوع دا طويل ومرهق, بس هو جذء أساسي من رحلتنا لتوفير مستقبل أفضل.

الصورة الأولى: حالة غرفت المعيشة حاليا
الصورة الثانية: قطنا سلفستر قرر يرحل في واحد من الصناديق

كل رحول هو عبارة عن مغامرة جديدة, مليانة بناس جدد, تجارب, وفرص. تستفينا لحياتنا في شوية شنط وكراتين موضوع صعب شديد, بس هو خطوة عشان نبني حياة أفضل. الهجرة من مدينة لمدينة, بنواجه كل التحديات والتغييرات البتواجهنا, لأننا على علم بإننا بنقترب من أحلامنا وأهدافنا.

التغيير هو جزء لا يتجزء من الحياة, وكل خطوة بتمثل نمونا, صلابتنا, وسعينا لمستقبل مشرق أكثر. وقصتنا مثال حي لروح المثابرة والتعاييش والسعي الدؤوب للأفضل. ومع كل خطوة بنخطوها, بنتذكر الدروس الإتعلمناها, الذكريات العشناها, والأمل في بكره.