ماحك ظهرك مثل ظفرك
التوكل على الله في تجارب الحياة
كنت بسمع في بودكاست وعي, اليومين دي بيتكلموا في تفسير سورة يوسف عليه السلام. وفي كم موضع, سيدنا يعقوب والد يوسف عليهما السلام بيذكر أولاده بالتوكل على الله وبيوصيهم بكم وصية, وطوالي بيقول “إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ”. السورة دي خلتني أفكر كتير في حالي, وذكرتني التوكل في الكثير من أموري وهمومي.
سبحان الله, التوكل في السودان دايماً أكثر شيء كنت بلاحظه عند الناس البسطاء, ناس رزق اليوم باليوم. حاجة الفول والتسالي وهي بتربط ليك في طلبك من التسالي (اللب, بذر القرع المحمص) , وكمان تديك زيادة في يدك من عندها بكرم, وفي أحيان كثيرة الزيادة بتكون أكثر من الطالبه إنت بجنيهاتك المعدودة، وكمان تزيدك بدعوه من دعوات الحبوبات. سيد اللبن البيزيدك من التمنة زيادة على الرطل الطالبه. وسواق التاكسي البيقيف يوصلك نص الليل وإنت مشرور ومالاقي مواصلات, يقول ليك “واصل وين ياإبني؟” وحتى ولو ماكنت في طريقه, يقدمك ويقول ليك “الرزق على رب العباد”. المواقف والناس ديل أنا عايشتهم طول حياتي في السودان, ودايما أبسط الناس حالاً هم أكثرهم إيماناً وتوكلاً على الله. فأين نحن من هاؤلاء ياحاج؟.
صور من المحطة الوسطى – بحري, فبراير 2021
بقيت طوالي بحاول أذكر نفسي بالتوكل كثير. في شغلي, في تعاملي مع أسرتي, في تفكيري في حال السودان الفيه الكثير من اهلي محبوسين حتى الآن وسط الحرب والدمار الحاصل. ماف قوة حتقدر تجيب السلام وتمرقنا من الحرب دي غير رب العالمين. ماف مباحثات ولادول عظمى ولابطيخ حيعمل حاجة ربنا ماقال ليها كوني فتكون .
وكل مرة بتذكر موقف ولا زنقة إتزنقتها, ماكان في غير ربنا مرقني منها, ورزقني من حيث لا أحتسب ولا أعلم. وكم من مشكلة مافي ليها أي حل منطقي ولاحسابات رياضية فيثاغورثية تحلها, تلقى الحل عند الله موجود وبدون مجهود.
نجي لموضوع حك الظهر دا. قبل مغادرتي نيويورك كنت عاوز أعرض الفلم الكنت شغال فيه أكثر من 6 شهور. من فكرة, إختيار شخصيات, تصوير ومونتاج. كنت شغال أغلب أدوار فريق العمل: مخرج, محاور, مصور, مهندس صوت, منتج ومونيتير. ليه؟ لأني واثق انو انا احسن اعتمد على نفسي في المشروع دا, لانو حيكلف وقت كثير وماكانت في أي ميزانية أدفع بيها لمصور يساعدني, وكمان مابقدر الزم زول يتطوع معاي ساعات طويلة وأنا ماحأدفع ليه حق المواصلات حتى.
كلو بيهون إن شاء الله. المونتاج صحي كان مرهق ومسك زمن طويل. بس أنا مقتنع تماما أنو لمن تكون في حفرة, لازم تفتش زول من برا الحفره يشوف ليك الحفرة دي عمقها كم وأحسن تحفر وين وتتشعلق وين عشان تمرق منها. لذلك كنت كل ماأنتهي من نسخة من المونتاج, برسلها لعدد من أصحابي البثق في رأيهم يدوني نقد بناء أقدر اعدل بيه النسخة الجاية أحسن. وكمان زوجتي آلاء ماقصرت ولعبت دور منتج ومساعد مخرج, وكل مرة بتسألني وبتذكرني “انت في النهاية عاوز تحكي ياتو قصة؟ وهل النسخة دي من الفلم بتحكي القصة الإنت عاوز توصلها للناس؟”.
الصورة اليمين: برنامج المونتاج والفلم كامل عليه
الصورة الشمال: أحد شخصيات الفلم منعم مكي, في موقع التصوير
إنتهيت من المونتاج, بس تلوين الشغل دا كيف؟. هنا إستعنت بصاحبي أحمد جعفر, لأن الراجل دا خطير شديد وشغله على مستوى أعلى مني. وهنا كان لازم ندي العيش لخبازه. والحمد لله الألوان طلعت حلوة شديد. وبقى الفلم جاهز للكم مهرجان العاوز أقدم ليهم, والحتات العاوز أعرض فيه الفلم. وماعاوز اعيد الماسورة الحصلت لي في أول عرض للفلم, إتكلمت عنها هنا.
مهم انو تعمل كل شيء براك لو بتقدر وعندك وقت كافي, بس كمان لو بتعرف شخص ثقة يعمل ليك الشيء أحسن منك, يبقى دا شيء حيختصر عليك وقت ومجهود. موضوع الثقة دا حاجة كبيرة, لانو كم مرة إتلسعت من ثقتي الزائدة في ناس أثبتوا عدم إستحقاقهم للثقة دي. بس الحمد لله خلال حياتي عملت أصحاب بقدر اثق فيهم بحياتي, وأصحاب مابخجل اطلب منهم المساعدة والنصيحة في كل كبيرة وصغيرة. أحسن مثال في الموقع الإنت بتقرأ فيه البلوق دا, معاذ عثمان دوت كوم قاعد ليه سنتين موقع بدائي وكان معمول في مواقع قوقل فقط. لغاية ماصاحبي عبد الرحمن عرض علي المساعدة ومن خلال شركته الصغيرة. ووثقت فيهم لأنو عندهم خبرة في عمل المواقع وكل البراندينق للشركات.
ربنا بيعرفك على ناس كتيرة, فيهم الصالح والطالح. وكل التجارب البتخوضها مع الناس وفي الحياة, بحلوها ومرها. دي كلها خبارات نتعلم منها ونستفيد منها للمستقبل.
ف حك ظهرك براك ياحاج, بس كمان مرات كتيرة أحسن تدي العيش لخبازو على شرط انك واثق فيه مايآكل عليك الدقيق, أديه العيش بدل ماتنوم من غير عشاء لانو العجنة مازبطت معاك.